احتشد آلاف المحتجين من السودانيين الاربعاء وسط الخرطوم بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الاربعاء أمر اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور.واحرق المتظاهرون دمية تمثل المدعي العام للمحكمة لويس مورينو أوكامبو الذى اصدر امر الاعتقال.
وقد اكدت السلطات السودانية ان القرار هو جزء من مخطط استعماري جديد. وقال مصطفى عثمان اسماعيل المستشار الرئاسي السوداني ان القرار لم يفاجيء الحكومة واصفا من اصدروه بأنهم لا يريدون أن يكون السودان مستقرا.
تاتى تلك التطورات فيما حذر الجيش السوداني من انه سيتصدى بحزم للمتعاملين مع المحكمة الجنائية الدولية. وقال العميد الركن عثمان الاغبش الناطق باسم القوات المسلحة ان "القوات المسلحة ستتعامل بالحسم مع كل من يتعامل مع ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية ويتخذ منها منبرا للابتزاز السياسي وزعزعة الامن والاستقرار في البلاد".
ونفى الاغبش في تصريح نقلته الاذاعة السودانية "ادعاءات"اوكامبو "بضلوع ضباط القوات المسلحة في
ارتكاب جرائم حرب في دارفور", واشار الى ان "القوات المسلحة تعمل بمهنية واحترافية عالية وتملك من المؤسسات العدلية ما يمكنها من معاقبة كل من يخالف القانون".
وكان البشير قد استبق الثلاثاء مذكرة المحكمة الدولية باعتقاله بالاعلان عن ان تلك المذكرة لا أثر لها .
وتتضمن الاتهامات ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور الواقع غرب السودان والذي يشهد حربا اهلية اودت منذ 2003 بحياة نحو 300 الف شخص وفق هيئات الامم المتحدة, وعشرة الاف وفق الخرطوم. الا ان المحكمة اسقطت في قرارها تهمة الابادة وذلك وفق ما اعلنته المتحدثة باسمها لورانس بليرون.
وقالت بليرون خلال مؤتمر صحفي في مقر المحكمة في لاهاي "اصدرت الغرفة التمهيدية الاولى مذكرة
توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية".
وهذه أول مذكرة توقيف تصدرها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس دولة يمارس مهامه منذ تأسيسها في 2002.